أن اللغة ليست لغة الغلم فقط ولكنها لغة الثقافة والحضارة. والثقافة هي ذلك الجو الإجتماعي الذي تتنامى فيه شخصية الفرد وطباعه، ويشارك كل فرد من أفراد المجتمع في إغنائه. فيوم تكون لغة الثقافة غير لغة الأمة، تنهار الأمة وتتلاشى. ويوم تكون لغة العلم غير لغة الثقافة تصاب الامة بفصام ثقافي كهذا الذي نراه اليوم في جل بلدان هذا الاقليم ويصبح العلم غصنا غريبا مطعما في شجرة لا تالفة, ويؤدي ذلك الى بقاء الامة امة ناقلة بدل ان تكون امة مبدعة. ان المناسبات التي قبلت فيها لغة التدريس في العصر الحديث من العربية الى الاجنبية, توافقت دائما مع الاحتلال الاجنبي او مع ماهو اسزا من الاحتلال. فلغة التعليم الطبي في كلية طب قصر العيني بمصر ظلت هياللغة العربية سبعين عاما وقلبت الى الانجليزية بعد الاحتلال البريطاني على يد اللورد كرومر.
